تتميز مدينة (جبيل) اللبنانية الساحلية الواقعة على بعد 37 كيلومترا إلى الشمال من العاصمة بيروت بأجواء فريدة من نوعها كونها بلدة حديثة بقلب قديم.
ويمتزج في جبيل، التراث بالحداثة من خلال ارتفاع الأبنية الجديدة ذات الواجهات الزجاجية بأشهر المواقع الأثرية في المنطقة على الإطلاق.
يقول أحد المرشدين السياحيين "إذا أردت أن تعرف تاريخ وأسرار البلدة فما عليك الا ان تصعد الى قمةعة جبيل الشهيرة او تسير على قدميك في الازقة القديمة لتشمل بنظرك او تلمس بيدك ما خلفته القرون الماضية".
وفي كل سنة يزور اكثر من 400 ألف سائح، جبيل التي تحتوي على أفخم المطاعم الشهيرة وتقدم أشهى المأكولات البحرية والمقاهي والفنادق والمحلات التجارية لاسيما تلك المعدة لبيع التذكارات فقد اعدت لزوارها استقبالا رائعا.
ويحرص الزائر لجبيل على ان يتمتع برحلة بحرية من خلال المراكب المتنوعة والمنتشرة في مرفأ البلدة القديم وبامكانه ايضا ان يعرج بعد زيارته آثار المدينة على متحف الشمع القريب لالقاء نظرة على بعض مشاهد الحياة اللبنانية الريفية.واوضح ان الحفريات الاثرية والمدافن الملكية التي اجريت فيها اظهرت ان بدايات البلدة تعود الى اواخر الالف السادس قبل الميلاد.
وعرفت جبيل في العصور القديمة باسم (جبلا) و (جبل) فيما كان يطلق على المنطقة الساحلية التي تقوم فيها اسم (كنعان) غير ان الاغريق في الالف الاول قبل الميلاد ومن بعدهم الرومان اطلقوا على الساحل اسم (فينيقيا) كما اطلقوا على المدينة اسم (بيبلوس).
وخلال العصر الروماني ازدادت جبيل بالمعابد والحمامات وسائر البنى المدنية، كما شقت فيها الشوارع ذات الاروقة في حين لم يبق في الفترة البيزنطية (395-637) في البلدة اثر يذكر.وفي العصر العربي بعيد عام 637 ميلادي اصبحت جبيل مدينة صغيرة هادئة أخذت اهميتها تتضاءل حتى بداية القرن الـ12 عندما سقطت في ايدي الصليبيين اذ احتلها هؤلاء عام 1104 وحولوها الى اقطاع وراثي.
ومع مرور الزمن اخذت الطبقات السكنية المتعاقبة في موقع جبيل تتحول الى تل ترابي بلغ ارتفاعه نحو 12 مترا وقد اقيمت فوقه المنازل وانتشرت في ارجائه البساتين واجريت على موقع جبيل بعض الاستكشافات والحفريات المحدودة غير ان البحث الجدي عن آثار المدينة لم يجر إلا بعد نهاية الحرب العالمية الاولى.
السبت، 16 يناير 2010
قلعة جبيل
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق